كتاب عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة (اسم الجزء: 1)
وقال ابن تيمية رحمه الله: ((وليس للقلوب سرور ولذة تامة إلا في محبة الله تعالى، والتقرّب إليه بما يحبّه، ولا تتمّ محبّة الله إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذا حقيقة لا إله إلا الله)) (¬1).
المبحث الثاني: ظلمات الشرك
المطلب الأول: مفهوم الشرك
الشِّرْكُ، والشِّرْكَةُ بمعنىً، وقد اشتركا، وتشاركا، وشارك أحدهما الآخر، وأشرك بالله: كفر، فهو مشركٌ ومشركي، والاسم الشرك فيهما، ورغبنا في شرككم: مشاركتكم في النسب (¬2)، وأشرك بالله: جعل له شريكًا في ملكه، أو عبادته، فالشرك: هو أن تجعل لله ندًا وهو خلقك، وهو أكبر الكبائر، وهو الماحق للأعمال، والمبطل لها، والحارم المانع من ثوابها، فكل من عدل بالله غيره: بالحب، أو التعظيم، أو اتبع خطواته، ومبادئه المخالفة لملة إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - فهو مشرك (¬3).
والشرك هو: مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله تعالى، كما في قوله تعالى: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِين} (¬4).
والشرك شركان: شرك أكبر يخرج من المِلَّة، وشرك أصغر لا يخرج
¬__________
(¬1) مجموع الفتاوى، 28/ 32.
(¬2) انظر: القاموس المحيط، باب الكاف، فصل الشين، ص1240.
(¬3) الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة، لعبد الرحمن الدوسري، ص41.
(¬4) سورة الشعراء، الآيتان: 97 - 98.