كتاب عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة (اسم الجزء: 1)

وجيهًا ذا حرمة وقدر يشفع عنده، فإذا انتفت هذه الأمور الأربعة من كل وجه انتفت أسباب الشرك وانقطعت موادِّه (¬1).

2 - الشفاعة: شفاعتان:
الشفاعة الأولى: الشفاعة المثبتة: وهي التي تطلب من الله ولها شرطان:
الشرط الأول: إذن الله للشّافع أن يشفع، لقوله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} (¬2).
الشرط الثاني: رضا الله عن الشّافع والمشفوع له، لقوله تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى} (¬3)، {يَومَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَولاً} (¬4).
الشفاعة الثانية: الشفاعة المنفية: وهي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، والشفاعة بغير إذنه ورضاه، والشفاعة للكفار: {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} (¬5)،ويستثنى شفاعته - صلى الله عليه وسلم - في تخفيف عذاب أبي طالب (¬6).
3 - الاحتجاج على من طلب الشفاعة من غير الله بالنص والإجماع،
¬__________
(¬1) انظر: التفسير القيم، لابن القيم، ص408.
(¬2) سورة البقرة، الآية: 255.
(¬3) سورة الأنبياء، الآية: 28.
(¬4) سورة طه، الآية: 109.
(¬5) سورة المدثر، الآية: 48.
(¬6) انظر: البخاري مع الفتح، مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب، 7/ 193، برقم 3883، ومسلم، كتاب الإيمان، باب أهون أهل النار عذابًا، 1/ 195، برقم 211.

الصفحة 551