كتاب عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة (اسم الجزء: 2)

صحيحًا)) (¬1)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من امرئٍ تكون له صلاة بليل فيغلبه عليها نوم إلا كُتبَ له أجر صلاته، وكان نومه عليه صدقة)) (¬2).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله مثل أجر من صلى وحضر، لا ينقص ذلك من أجره شيئًا)) (¬3).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من سأل الله الشهادة بصدقٍ بلّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه)) (¬4).
وهذا يدل على فضل الله - سبحانه وتعالى -، وإحسانه إلى عباده؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك: ((لقد تركتم بالمدينة أقوامًا ما سِرتم مسيرًا ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم من وادٍ إلا وهم معكم فيه))، قالوا: يا رسول الله كيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ فقال: ((حَبَسهُمُ العذر)) (¬5).
وبالنية الصالحة يضاعف الله الأعمال اليسيرة؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -
¬__________
(¬1) البخاري، كتاب الجهاد والسير، بابٌ: يكتب للمسافر ما كان يعمل في الإقامة،4/ 200،برقم 2996.
(¬2) أبو داود، كتاب الصلاة، باب من نوى القيام فنام، 2/ 24، برقم 1314. والنسائي، كتاب قيام الليل، وتطوع النهار، باب من كان له صلاة بليل فغلبه عليها نوم، 3/ 275، برقم 1784. وصححه الألباني في إرواء الغليل، 2/ 204، وصحيح الجامع، 5/ 160 برقم 5567.
(¬3) أبو داود، كتاب الصلاة، باب فيمن خرج يريد الصلاة فسبق بها، 1/ 154، برقم 564. والنسائي، كتاب الإمامة، باب حد إدراك الجماعة، 2/ 111، برقم 855. وقال ابن حجر في فتح الباري: ((إسناده قوي))، 6/ 137.
(¬4) مسلم، كتاب الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى، 3/ 1517، برقم 1909.
(¬5) البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب من حبسه العذر عن الغزو، 3/ 280، برقم 2839، وأبو داود، كتاب الجهاد، باب الرخصة في القعود من العذر، 3/ 12، برقم 2058، واللفظ له.

الصفحة 577