كتاب عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة (اسم الجزء: 2)

صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَالله لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (¬1).
هذه هي آثار الرياء تمحق العمل الصالح محقًا في وقت لا يملك صاحبه قوة ولا عونًا، ولا يستطيع لذلك ردًّا.
قال تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (¬2).
فهذا العمل الصالح أصله كالبستان العظيم كثير الثمار، فهل هناك أحد يحب أن تكون له هذه الثمار والبستان العظيم، ثم يرسل عليها الرياء فيمحقها محقًّا، وهو في أشدِّ الحاجة إليها!!
ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه تعالى: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عَمِلَ عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)) (¬3).
وفي الحديث: ((إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم القيامة، ليومٍ لا ريب فيه نادى منادٍ: من كان أشرك في عَمَلٍ عَمِلَهُ لله أحدًا فليطلب ثوابه من عند غير الله؛ فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك)) (¬4).
¬__________
(¬1) سورة البقرة، الآية: 264.
(¬2) سورة البقرة، الآية: 266.
(¬3) مسلم، كتاب الزهد، باب: من أشرك في عمله غير الله، 4/ 2289، برقم 2985.
(¬4) الترمذي، كتاب تفسير القرآن، بابٌ: ومن سورة الكهف،5/ 314،برقم 3154،من حديث
أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري - رضي الله عنه -،وابن ماجه، كتاب الزهد، باب الرياء والسمعة، 2/ 1406، برقم 4203،وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب،1/ 18،وفي صحيح الترمذي، 3/ 74.

الصفحة 586