كتاب عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة (اسم الجزء: 2)

أو لم يحصل معه (¬1)؛ كقوله تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} (¬2).

المطلب الثاني: مراتب دين الإسلام
لا شكّ أن أصول الدين التي يجب على كل مسلم معرفتها والعمل بها ثلاثة: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم -.
فالإسلام هو الأصل الثاني من أصول الدين، وهو ثلاث مراتب: الإسلام، والإيمان، والإحسان. وكل مرتبة من هذه المراتب لها أركان على النحو الآتي:

أولاً: مرتبة الإسلام، وأركانه خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحجّ بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في جوابه لجبريل - عليه السلام -: ((الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً)) (¬3)؛ ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((بُني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)) (¬4).
¬__________
(¬1) انظر: مفردات ألفاظ القرآن، للعلامة الراغب الأصفهاني، مادة ((سلم))، ص423، وجامع العلوم والحكم لابن رجب، 1/ 104، ومعارج القبول، للشيخ حافظ الحكمي، 2/ 596.
(¬2) سورة الحجرات: الآية: 14.
(¬3) مسلم، كتاب الإيمان، باب الإيمان، والإسلام، والإحسان،1/ 37، برقم 8،من حديث عمر - رضي الله عنه -.
(¬4) متفق عليه: البخاري، كتاب الإيمان، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ((بني الإسلام على خمس))، 1/ 9، برقم 8، ومسلم، كتاب الإيمان، باب أركان الإسلام ودعائمه العظام، 1/ 45، برقم 16، وانظر: ثلاثة الأصول، للشيخ محمد بن عبد الوهاب المطبوع مع حاشية ابن القاسم، ص25،
و47، فقد ذكر لكل ركن من هذه الأركان دليلاً من الكتاب، ودليلاً من السنة.

الصفحة 605