كتاب عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة (اسم الجزء: 2)

لأنه بذلك يكون قد استباح ما حرم الله إجماعًا، وكلّ من استباح ما حرم الله مما هو معلوم تحريمه من الدين بالضرورة: كالزنا، والخمر، والربا، والحكم بغير شريعة الله، فهو كافر بإجماع المسلمين. نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه (¬1).
والخلاصة أن الحكم بغير ما أنزل الله فيه تفصيل، وإليك الصواب في ذلك إن شاء الله تعالى:
قال الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ الله فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (¬2).
وقال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ الله فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (¬3).
وقال سبحانه: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ الله فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (¬4).
قال طاووس وعطاء: كُفر دون كُفر، وظُلم دون ظُلم، وفسق دون فسق (¬5)، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ((هي به كُفر، وليس كُفرًا بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله)) (¬6).
وقال - رضي الله عنه -: ((من جحد ما أنزل الله فقد كفر. ومن أقرّ به ولم يحكم: فهو ظالم فاسق)) (¬7).
¬__________
(¬1) انظر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للعلامة ابن باز، 1/ 137.
(¬2) سورة المائدة، الآية: 44.
(¬3) سورة المائدة، الآية: 45.
(¬4) سورة المائدة، الآية: 47.
(¬5) تفسير ابن كثير، 2/ 58، وانظر: تفسير الطبري، 10/ 355 - 358.
(¬6) تفسير ابن جرير، 10/ 356.
(¬7) المرجع السابق، 10/ 356.

الصفحة 617