كتاب عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة (اسم الجزء: 1)
أنا بالله وبك، أو توكلت على الله وعليك].
النوع الثالث من أنواع الشرك: شرك خفي: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل)) (¬1)، وكفارته هي أن يقول العبد: ((اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم)) (¬2).
قال ابن كثير في تفسيره: قال ابن عباس في قوله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لله أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (¬3)، قال: الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن يقول: والله وحياتِك يا فلان، وحياتي، ويقول: لولا كلب هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت وقول الرجل: لولا الله وفلان (¬4).
أما الحديث الذي تقدم ذكره في الاستدلال للنوع الثاني من أنواع الشرك، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) (¬5)، قال الترمذي رحمه الله: ((فُسِّرَ هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن قوله:
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد، 4/ 403،وأبو يعلى، برقم 58، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 3730.
(¬2) انظر: تخريج الحديث السابق، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 3731، ومجموعة التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب، وابن تيمية، ص6.
(¬3) سورة البقرة، الآية: 22.
(¬4) تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير، 1/ 32.
(¬5) أخرجه الترمذي في كتاب النذور والأيمان، باب ما جاء في كراهية الحلف بغير الله، برقم 1535، وأحمد، 2/ 125، والحاكم، 1/ 18، وقال: ((صحيح على شرط الشيخين))، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 6204، وفي صحيح سنن الترمذي، 2/ 175.