كتاب عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة (اسم الجزء: 2)

ولا تنقضي عجائبه، من عَلِمَ علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراطٍ مستقيم (¬1).
ولِعظم منزلة الكتاب والسنة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبته: ((أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)) (¬2).

أولاً: مفهوم الاعتصام بالكتاب والسنة:
لا شك أن الاعتصام بالكتاب والسنة هو أساس وأصل النجاة في الدنيا والآخرة. والاعتصام: هو الاستمساك (¬3)، قال ابن منظور رحمه الله: ((الاعتصام: الاستمساك بالشيء)) (¬4).
فالاعتصام: التمسك بالشيء، ويقال: استعصم: استمسك (¬5). قال الله - عز وجل -: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} (¬6)، والاعتصام بحبل الله، قيل: الاعتصام بعهد الله، وقيل: يعني القرآن؛ لحديث أبي شريح الخزاعي - رضي الله عنه - قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أبشروا، أبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟)) قالوا: بلى، قال: ((إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا، ولن
¬__________
(¬1) انظر: ما روي في سنن الترمذي، برقم 2906.
(¬2) مسلم، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، برقم 867.
(¬3) مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني، ص569.
(¬4) لسان العرب، 12/ 404.
(¬5) مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني، ص570.
(¬6) سورة آل عمران، الآية: 103.

الصفحة 936