كتاب إصلاح المساجد من البدع والعوائد

ليالي شهر ربيع الأول التي يقال لها ليلة المولد أو بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة أو أول جمعة من رجب أو ثامن شوال الذي تسميه الجهال عيد الأبرار فإنها من البدع التي لم يستحسنها السلف ولم يفعلوها". ا. هـ.
وقال عليه الرحمة في فتوى أخرى له في آخرها ما مثاله: "فأما الاجتماع في عمل المولد على غناء ورقص ونحو ذلك واتخاذه عبادة فلا يرتاب أحد من أهل العلم والأيمان أن هذا من المنكرات التي ينهى عنها ولا يستحب ذلك إلا جاهل أو زنديق. وأما الاجتماع على قراءة وذكر فضائل النبي صلى الله عليه وسلم فهذا من فعله قصدًا لتعظيمه ومحبته فإنه يثاب على قصده الحسن ونيته لفعل الخير. ا. هـ.
وقد ذكرت في خاتمة "الشذرة" التي جمعتها في السيرة المحمدية1 أصل قصة المولد ولزوم نقد آثارها والتحذير من البدع في مجامع تلاوتها وتاريخ من ابتدع الاحتفال بالمولد، فليراجعها من شاء.
__________
1 طبعت سنة 1321 بمصر.
6- التحلق لحديث الدنيا في المسجد:
قال الإمام ابن الحاج: ينهى الناس عما يفعلونه من الحلق والجلوس جماعة في المسجد للحديث في أمر الدنيا وما جرى لفلان وما جرى على فلان. ثم ساق آثارًا كثيرة وقال بعد: إنما يجلس في المسجد لما تقدم ذكره من الصلاة والتلاوة والذكر والتفكر أو تدريس العلم بشرط عدم رفع الصوت وعدم التشويش على المصلين والذاكرين. وقد أخرج ابن حبان من حديث ابن مسعود والحاكم من حديث أنس وقال: صحيح الإسناد ورفعه: "يأتي على الناس زمان يحلقون في مساجدهم وليس همهم إلا الدنيا وليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم" 1.
__________
1 حديث حسن، خرجته في "الصحيحة" "1163".

الصفحة 115