كتاب نواسخ القرآن = ناسخ القرآن ومنسوخه ت المليباري (اسم الجزء: 2)

ذِكْرُ الْآيَةِ الرَّابِعَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بها} 1.
رَوَى الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: نُسِخَتْ هَذِهِ الآيَةُ بِقَوْلِهِ: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ} 2 وَقَالَ ابْنُ السَّائِبِ: نُسِخَتْ بِقَوْلِهِ: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} 3 وَهَذَا الْقَوْلُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ وَلَيْسَ بَيْنَ الآيَاتِ تَنَافٍ وَلا وَجْهَ لِلنَّسْخِ.
وَبَيَانُ هَذَا أَنَّ الْمُفَسِّرِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْمُرَادِ بِقَوْلِهِ: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} فَقَالَ قَوْمٌ: هِيَ الصَّلاةُ الشَّرْعِيَّةُ، لا تَجْهَرْ بِقِرَاءَتِكَ فِيهَا وَلا تخافت بها4.
__________
1 الآية (110) من سورة الإسراء.
2 الآية (205) من الأعراف. ذكر النحاس في ناسخه ص: 183، عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما كما ذكر عنه مكي بن أبي طالب في الإيضاح ص: 296
3 الآية (94) من سورة الحجر، أورد المؤلف هذا القول والذي قبله في زاد المسير 5/ 101 عمن أوردهما هنا.
4 رواه البخاري ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن جرير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. انظر: صحيح البخاري مع الفتح 10/ 20 - 21، من كتاب التفسير؛ وصحيح مسلم بشرح النووي 4/ 164 - 165، في باب (التوسط في القراءة في الصلاة الجهرية).

الصفحة 503