كتاب أبو بكر الصديق أفضل الصحابة، وأحقهم بالخلافة

مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (¬1) .
وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة» (¬2) ، وفي الصحيحين «أنه كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد كلام، فقال: يا خالد لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» (¬3) . قال ذلك لخالد بالنسبة إلى السابقين الأولين.
وثبت عنه في الصحيح من غير وجه أنه قال: «خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» (¬4) . وهذه الأحاديث مستفيضة بل متواترة في فضائل الصحابة والثناء عليهم، وتفضيل أولهم على من بعدهم من القرون (¬5) .
¬__________
(¬1) سورة الحشر: 8، 9.
(¬2) رواه مسلم 4/ رقم 1942.
(¬3) رواه البخاري ك62 ب1، مسلم 2496.
(¬4) يأتي تخريجه تحت عنوان (كل مدح وثناء في القرآن فهو أول داخل فيه) .
(¬5) منهاج جـ3، 45، جـ1/ 222، 223 جـ 3/48، جـ2/252، جـ 1/204.

الصفحة 12