كتاب نزول القرآن على سبعة أحرف

السبعة الأحرف، إنما هى فى الأمر الذى يكون واحدا، لا يختلف فى حلال ولا حرام» «1».

4 - وأخرج الإمام أحمد بسنده عن أبى قيس مولى عمرو بن العاص، عن عمرو، أن رجلا قرأ آية من القرآن، فقال له عمرو: إنما هى كذا وكذا، فذكر ذلك للنبى صلّى الله عليه وسلّم فقال: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فأى ذلك قرأتم أصبتم، فلا تماروا» «2».

5 - وروى الحاكم وابن حبان بسندهما عن ابن مسعود قال: أقرأنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سورة من آل حم، فرحت إلى المسجد، فقلت لرجل: اقرأها، فإذ هو يقرؤها حروفا ما أقرؤها، فقال: أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فانطلقنا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبرناه، فتغيّر وجهه، وقال: «إنما أهلك من قبلكم الاختلاف»، ثم أسرّ إلى علىّ شيئا، فقال علىّ: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم، قال: فانطلقنا وكل رجل يقرأ حروفا لا يقرؤها صاحبه».
وروى الطبرى والطبرانى عن زيد بن أرقم قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: أقرأنى ابن مسعود سورة أقرأنيها زيد بن ثابت، وأقرأنيها أبىّ بن كعب، فاختلفت قراءتهم، فبقراءة أيهم آخذ؟ فسكت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعلىّ إلى جنبه، فقال علىّ: ليقرأ كل إنسان منكم كما علم، فإنه حسن جميل» «3».
__________
(1) قوله فى الحديث: قال ابن شهاب- هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهرى أبو بكر (ت 124 هـ) وهذا من رواية مسلم فقط، وانظر: «جامع الأصول فى أحاديث الرسول» لابن الأثير الجزرى- تحقيق عبد القادر الأرناءوط، نشر مكتبة الحلوانى وآخرين (ج 2 ص 477 - 484).
(2) أبو قيس: هو عبد الرحمن بن ثابت (ت 54 هـ) كما فى تقريب التهذيب (2/ 464)، وماراه مماراة ومراء وامترى فيه وتمارى: شك، والمرية: الشك والجدل.
(3) الطبرى- محمد بن جرير (ت 310 هـ) والطبرانى- سليمان بن أحمد (ت 360 هـ)، وانظر ما أورده ابن حجر فى فتح البارى (ج 9 ص 23) وما بعدها- المطبعة السلفية ومكتبتها.

الصفحة 26