وإلى هذا ذهب سفيان بن عيينة «1»، وعبد الله بن وهب «2»، وابن جرير الطبرى «3»، والطحاوى «4»، وغيرهم فالأحرف السبعة أوجه من اللّغات فى المعنى الواحد، بألفاظ مختلفة.
ونسب ابن عبد البر «5» هذا الرأى لأكثر العلماء.
قال أبو عمر: وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى
حديث النبى صلّى الله عليه وسلّم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف»
سبع لغات، وقالوا: هذا لا معنى له، لأنه
__________
(1) هو سفيان بن عيينة بن أبى عمران ميمون الهلالى الكوفى، محدث الحرم المكى، كان حافظا ثقة واسع العلم، قال الشافعى: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز، وقال أحمد: ما رأيت أحدا من الفقهاء أعلم بالقرآن والسنن منه- ت 198 هـ (تهذيب التهذيب لابن حجر 4/ 117، ط. دار صادر).
(2) هو عبد الله بن وهب بن مسلم الفهرى بالولاء المصرى أبو محمد، فقيه من الأئمة، من أصحاب مالك، كان حافظ ثقة مجتهدا عابدا- ت 197 هـ (تهذيب التهذيب 6/ 71).
(3) محمد بن جرير بن يزيد الطبرى أبو جعفر، جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، صنّف فى التاريخ والتفسير والحديث والفقه والقراءات- ت 310 هـ (طبقات المفسرين للداودى 2/ 106، مكتبة وهبة).
(4) أحمد بن محمد بن سلامة المصرى الطحاوى الحنفى، محدث الديار المصرية وفقيهها، من مصنفاته: اختلاف العلماء، وأحكام القرآن، ومعانى الآثار، وبيان السنّة والجماعة فى العقائد- ت 321 هـ (سير أعلام النبلاء للذهبى 15/ 27، ط. مؤسسة الرسالة، وهدية العارفين للبغدادى 1/ 18، ط. استانبول).
(5) هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمرى أبو عمر القرطبى المالكى، الحافظ الفقيه العالم بالقراءات والحديث والأنساب والأخبار، من مؤلفاته: الاستيعاب فى تراجم الصحابة، وجامع بيان العلم وفضله، والمدخل فى القراءات، والتمهيد لما فى الموطأ من المعانى والأسانيد- ت 463 هـ (وفيات الأعيان لابن خلكان- بتحقيق د. إحسان عباس 7/ 66، ط. دار الثقافة).