كتاب إتحاف المرتقي بتراجم شيوخ البيهقي

قال السمعاني: أبو الطيب سهل بن أبي سهل الحنفي الصعلوكي الفقيه الأديب مفتي نيسابور وابن مفتيها، وإليه انتهت رئاسة أصحاب الحديث بعد والده، تفقه عليه وتخرج، درس الفقه واجتمع إليه الخلق اليوم الخامس من وفاة الأستاذ أبي سهل في سنة تسع وستين وثلاثمائة، وقد تخرج به جماعة من العلماء بنيسابور وسائر مدن خراسان، وتصدر للفتوى والقضاء والتدريس، وخرج الفوائد من سماعاته، وحدث إملاء. وقال -يعني السمعاني-: قال الحاكم أبو عبد الله: سهل بن أبي سهل أكتب من رأينا من علمائنا وأنظرهم، وقد كان بعض مشايخنا يقول: من أراد أن يعلم أن النجيب ابن النجيب (¬1) بمشيئة الله فلينظر إلى سهل، قال: وبلغني أنه وضع في مجلسه -يعني إملاء الحديث- أكثر من خمسمائة محبرة عشية الجمعة، ومات ... (¬2).
قال أبو إسحاق الشيرازي: أبو الطيب الصعلوكي الحنفي من بني حنيفة، تفقه على أبيه سهل، وكان فقيها أديبا، جمع رياسة الدين والدنيا، وأخذ عنه فقهاء نيسابور (¬3).
قال السبكي: مات الأستاذ أبو الطيب في شهر رجب سنة أربع وأربعمائة بنيسابور (¬4).
¬__________
(¬1) كذا في الأنساب، وكذلك في تبيين كذب المفتري (ص 211)، وفي طبقات الشافعية الكبرى (4/ 394): من أراد أن يعلم النجيب ابن النجيب. وفي تهذيب الأسماء للنووي (1/ 228): من أراد أن ينظر إلى النجيب ابن النجيب. والله أعلم.
(¬2) الأنساب (8/ 64).
(¬3) طبقات الفقهاء للشيرازي (ص 129).
(¬4) طبقات الشافعية الكبرى (4/ 396).

الصفحة 199