كتاب الدليل المغني لشيوخ الإمام أبي الحسن الدارقطني

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنّ لا إله إِلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النِّساء: 1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70،71].
أمّا بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمّد - صلّى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
وبعد: فإن ممّا يسرني ويسعدني أنّ أتقدم إلى إخواني الكرام، من محبي هذا العلم الشريف، والباحثين عن رواة الحديث، بهذه الرسالة الثّانية من "سلسلة تقريب رواة السُّنَّة بين يدي الأُمَّة" وهذه السلسلة أرجو الله عزَّ وجلَّ أنّ يجعلها مباركة لي ولإخواني طلاب العلم، ولكل من له شغف برواة الحديث، وما قيل في كلّ منهم من مدح أو تجريح، وعنوان هذه الرسالة: "الدّليل المغني لشيوخ الدارقطني" وهي رسالة ترشد الطالب والباحث إلى معرفة ثلة مباركة من رواة السُّنَّة الغراء على صاحبها أفضل الصّلاة وأتم التسليم، ولا شك أنّ معرفة الإنسان بأحوال العلماء، رفعة وزين، وإن جهل طلبة العلم وأهله بهم لوصمة وشين، ولقد علمت الأيقاظ أنّ العلم بذلك جم المصالح والمراشد، وأن الجهل به إحدى جوانب المناقص والمفاسد، من حيث كونهم

الصفحة 11