كتاب الدليل المغني لشيوخ الإمام أبي الحسن الدارقطني

والسلام، وهو ذاك العَلَمُ الهمام، أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني الإمام، قمت بجمع ذلك من جميع كتبه المطبوعة الّتي وقفت عليها، والتي بلغت أربعة وعشرين كتابًا، وكذا من كان منهم في "تاريخ بغداد" أو"لسان الميزان" ممّا نقله الحافظ عن الدارقطني من "غرائب مالك" أو"الأفراد" وكذا ما كان من ذلك في كتاب أبي الفضل بن طاهر المقدسي "أطراف الغرائب والأفراد" وغير ذلك ممّا هو مبثوث في بطون كتب الرجال، ممّا سيقف عليه الناظر -إنَّ شاء الله تعالى- في ثنايا هذا الكتاب.
وقد ذكرت بين يدي هذه الرسالة ترجمة للدارقطني، تكلمت فيها عن:
اسمه، ونسبه، وكنيته، وبلده، ومولده، وصفاته الخَلقِيَّة الخُلُقِيَّة، وطلبه للعلم، ونشأته فيه، ورحلاته، وبعض الفوائد المتعلِّقة بشيوخه وتلاميذه، وعقيدته، وتدليسه، ومذهبه الفقهي، وثناء أهل العلم عليه، والاتهامات الموجهة إليه، ومؤلفاته، ومرضه، ووفاته، ومكأنّها، والمنامات الّتي رويت له بعد موته.
وأمّا ما يتعلّق بالطريقة الّتي سلكتها في هذه الرسالة، فإني قد رتبتها على حروف المعجم، وسلكت في ذلك ما سلكته في الرسالة الأولى المتعلّقة بشيوخ الطبراني، إِلَّا أني هاهنا أنبه على أمور:
1 - الأصل أني في ذكر ما قيل في الراوي أبدأ بكلام تلميذه الدارقطني، مقدمًا في ذلك توثيقه الصريح.
2 - أذكر ما ظفرت به من عبارات المحققين والباحثين في عدم العثور على هذا الراوي وليس ما ذكرمن ذلك عن العلماء والمحققين من باب التنقص لهم، ولاهو بمزحزح لهم عن مُنيف مقامهم؛ لأنّ السَّيِّد من عُدَّت سقطاته، ولله در القائل:
شخص الأنام إلى كمالك فاستعذ ... من شر أعينهم بعيبٍ واحد
3 - أرتب المصادر على الوفيات، إِلَّا إذا كان للكتاب مختصرات أو تهذيبات، فإني -والحالة هذه- أقدم ما يتعلّق بهذا الكتاب وإن كان مختصره أو مهذبه متأخر الوفاة.
4 - إذا أطلقت "المؤتلف" فالمراد به كتاب الدارقطني.

الصفحة 13