كتاب الدليل المغني لشيوخ الإمام أبي الحسن الدارقطني

والتأليف، واتِّساع الرِّواية والاطِّلاع التام في الدِّارية (¬1).
(26) أبو الخير ابن الجزري. ت 833:
قال - رحمه الله تعالى-: صاحب التصانيف، واحد الأعلام الثقات (¬2).
قال مقيده - عفا الله عنه -: وذكر ثناء الأئمة عليه في إمامته وحفظه يطول نقله، ولكن أكتفي في هذا المقام بهذا الفيض من هذه الثلة المباركة، والجمهرة العظيمة، وأختم ذلك بما جاء في "تاريخ بغداد (¬3) " عن رجاء بن محمّد، قال: سألت الدارقطني فقلت له: رأي الشّيخ مثل نفسه؟ فقال لي: قال الله تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم: 32]. فقلت له: لم أرد هذا، وإنّما أردت أنّ أعلمه لأقول: رأيت شيخنا لم ير مثله، فقال لي: إن كان في فن واحد، فقد رأيت من هو أفضل مني، وأمّا من اجتمع فيه ما اجتمع فيَّ فلا. وقال الأزهري: رأيت الدارقطني أجاب ابن أبي الفوارس من علة حديث أو اسم، ثمّ قال له: يا أبا الفتح: ليس بين المشرق والمغرب من يعرف هذا غيري (¬4).
وقال الطّبريّ: حضرت أبا الحسن الدارقطني، وقد قُرئت عليه الأحاديث الّتي جمعها في الوضوء من مسِّ الذكر، فقال: لو كان أحمد بن حنبل حاضرًا لاستفاد هذه الأحاديث (¬5).
وقولة الدارقطني المشهورة: يا أهل بغداد: لا تظُنُّوا أنّ أحدًا يقدر أنّ يكذب على رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وأنا حي (¬6).
¬__________
(¬1) البداية (15/ 459).
(¬2) غاية النهاية (1/ 558).
(¬3) (12/ 35).
(¬4) تاريخ بغداد (12/ 39).
(¬5) تاريخ بغداد (12/ 38).
(¬6) أخرجها ابن الجوزي في مقدمة "الموضوعات" (1/ 32) عن شيخه أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وقد اتهم بالكذب. انظر "اللسان" (1/ 532)، و"النبلاء" (19/ 558).

الصفحة 41