كتاب الدليل المغني لشيوخ الإمام أبي الحسن الدارقطني

وهناك اتهامات أخرى محصّلها أنّ الدارقطني يتكلم في الرجال- جرحًا وتعديلًا - وفي الأحاديث- تضعيفًا وتصحيحًا - بالهوى والعصبية لمذهبه، وقد قام برد هذه الاتهامات عن هذا الإمام غير واحد من أهل العلم والفضل، وعلى رأسهم ذهبي عصره عبد الرّحمن بن يحيى المعلمي (¬1)، ولعَلِّي بمشيئة الله تعالى أتعرض لهذه الاتهامات بتوسع في كتابي "تيسير السبيل إلى تراجم أئمة أهل الجرح والتعديل" لما لها من الصلة القوية به، والله الموفق.

* مؤلَّفاته:
سبق أنّ ذُكر أنّ الإمام الدارقطني ممّن جمَع وصنَّف، وألَّف وأجاد وأفاد، وابتكر التصنيف في بعض الفنون والأبواب، قال تلميذه الحاكم: له مصنفات كثيرة مفيدة يطول ذكرها (¬2). وقال الذهبي: صنف التصانيف الفائقة (¬3). وقال ابن كثير: مصنفاته كالعقود في الأجياد (¬4). وسأذكر في هذه العجالة -بمشيئته سبحانه- ما وقفت عليه من مؤلفاته المطبوعة، وشيئًا ممّا يتعلّق ببعضها من كلام أهل العلم، ثمّ أشير إلى بعض كتبه المخطوطة، أو المفقودة، والله المستعان.
(1) السنن:
طبع في الهند سنة 1310 هـ وفي دلهي سنة 1316 هـ بتحقيق عبد الله هاشم اليماني في المدينة سنة 1966م في (4 أجزاء). وفي القاهرة، مطبعة دار المحاسن سنة 1386هـ - 1986م بتحقيق عبد الله اليماني أيضًا وهي الطبعة الّتي رجعت إليها في البحث، وهناك طبعات لهذا الكتاب أخرى، وكذا نسخ خطيَّة يراجع في ذلك كتاب الدكتور / الرحيلي
¬__________
(¬1) التنكيل (1/ 359 - 360)، وانظر مقدمة "المؤتلف والمختلف" (1/ 10 - 31) للدكتور/ موفق عبد القادر، والإمام أبو الحسن الدارقطني للدكتور/ الرحيلي (104 - 124).
(¬2) أطراف الغرائب (47 - 48).
(¬3) تذكرة الحفاظ (3/ 991).
(¬4) البداية (15/ 459).

الصفحة 46