كتاب أحكام العبادات المترتبة على طلوع الفجر الثاني

فخرج وعليه ملحفة معصفرة (¬1)؛ فقال: ما لك يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: الرواح إن كنت تريد السنة، قال: هذه الساعة؟! قال: نعم! قال: فأنظرني حتى أفيض على رأسي ثم أخرج، فنزل حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي، فقلت: إن كنت تريد السنة فاقصر الخطبة، وعجل الوقوف، فجعل ينظر إلى عبد الله، فلما رأى ذلك عبد الله، قال: صدق (¬2).
والوجه منه: أن ابن عمر رضي الله عنهما أشار بذلك إلى ما جاءت به سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعمل به خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهما من بعده؛ فعلم منه أن ما قبل الزوال لم تأت به السنة، ولا شرعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3).
3 - ولأنه - صلى الله عليه وسلم - نزل بوادي نمرة في عرنة، وهي ليست
¬_________
(¬1) الملحفة المعصفرة: هي الملاءة المبطنة أو المحشية التي يلتحف ويتغطى بها، جمعها: ملاحف. والملاءة: هي الريطة، جمعها: ملاء؛ وهي القطعة الواحدة من الثياب التي يؤتزر بها أحيانًا وترتدي أحيانًا والمعصفرة، أي المصبوغة بالعصفر، وهو نبت يهرئ اللحم الغليظ، يصبغ به.
انظر: القاموس المحيط (567) (عصفر) لسان العرب (12/ 250) (لحف) (13/ 167) (ملأ) النهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 300).
(¬2) أخرجه البخاري في صحيحه (402) كتاب الحج، باب التهجير بالرواح يوم عرفة (1660).
(¬3) انظر: كتاب الحج من الحاوي الكبير (2/ 617).

الصفحة 83