كتاب تاريخ الزواوة

بسطور النور على نحور الحور وقد كان سلطان العدوتين في المغربين وتلقب بأمر المسلمين، وكفى أن حجة الإسلام أبا حامد الغزالي تمنى الاجتماع به كما تقدم.
ومنها الفوز في الوقائع فهم في ذلك إما الأمنية أو المنية دون القضية التي يطلبونها ولا يفرون من الزحف وأن الفرار عندهم عار (العار أكبر من النار).
ومنها أنهم لم تستول عليهم دولة من الدول قبل فرانسا فهذا فخر عظيم لهم كما قال الموسيو جول كامبون الوالي العام كان بالجرائر في خطبة له ألقاها على الزواوة في بلدة الأربعا بني يراثن في منة 1891 بأن لم تضع دولة قدمها على تلك الجبال الشم آخر ما قال، قلت لا بد من غالب ومغلوب وأن لكل شيء حدا ونهاية ثم أن الدولة الحالية التي استولت عليهم تحبهم وتميل بالعطف عليهم وتود أن يتمدنوا تمدنا عصريا وكثرت لهم من المدارس الابتدائية في غالب القرى وصار النشء الجديد يحسن التكلم باللسان الفرنساوي ويقرؤون ويكتبون ويزاولون كثيرا من الأفعال في المكاتب وسائر الأعمال ولكن ضعفهم المادي وشدة تمسكهم بعاداتهم وعرفهم القديم وما توارثوه من ذلكم ومن الديانة ومن الخلاف في الدين والأخلاق والمتقدمة ويزاد على ذلك سوء الظن المتحكم بينهم وبين المستعمرين والمتصرفين وبعض الأحكام في ذلك مثل الأحكام الأهلية التي اضطرت إليها الهيئة الحاكمة - كل ذلك يوسع خرق الراقع بالرغم من أن الحرب العمومية الأخيرة أثبتت لهم الإخلاص والوفاء وكلا الفريقين معذور ونرجو دائما التوفيق وحسن التفاهم، وعندي أنه لا يكون ذلك إلا بكثرة المدارس العربية الصالحة للتفاهم فإن

الصفحة 114