كتاب تاريخ الزواوة

مخالفته كتبت عدة مقالات في الموضوع في المجلة السلفية بمصر ولكني رأيت أن ذلك كله أمر ثنوي مهم لا محالة إلا أن ما أنا بصدده من العناية بالنسب والتاريخ والإصلاح أهم وأكد خصوصا أنه من أغرب الغرائب لم يتقدم شيء من ذلك سوى تراجم علمائنا المتفرقة في الكتب وفي كتاب عنوان الدراية للغبريني في علماء بحاية والمراد بهم علماء الزواوة جملة وافرة وساعد ذلك أي تراجم العلماء فهو مطوي وليس بصواب وتقدم ذكر أسفنا على إهمال المتأخرين أمر التاريخ ولكن الزواوة لم يكتب شيء عن تاريخهم بالخصوص أظن أنه باعتبارهم من العرب فتابع لتاريخ العرب وباعتبارهم من البربر كذلك وكيفما كان الحال فلابد من تخصيصهم بتاريخ لشهرتهم ومقتضى الحال لذلك لما هنالك من المصالح وعلى الأخص بإن نسبهم الواجب لمطاعن وجهت من الجهال إليهم وقذف في حسبهم والغض من كرامتهم في عصرنا هذا. هذا وإن استخف بذلك أعني التاريخ والمتفدمين فنحن أكبرناه وإن الأزمان مختلفة والأحوال متباينة، وأن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، والناقد بصير، وعلى هذا فلا يورد علي أن هذه الصحف القليلة وإن هي محكرمة فلا تعد تاريخا فإن قبل بذلك قلت إن العبرة في المعنى والإفادة والخدمة الجليلة فإن مصنف الأجرومية لمحمد بن داود الصنهاجي أخ الزواوة وصغير الحجم، لكن لم يؤلف مثله في النحو كذلك مقدمة السنوسي في التوحيد، وبالخصوص أن كتابي هذا أول كتاب في الموضوع على ما أظن وأما الجمع واللم والحشو فغير خاف عني ولا حاجة لي به، ولا للناس فيه فائدة، كيف وقد سبرت غور الأمس واليوم، وعلمت من ذلك ما يستحق السوم، وكذلك الزواوة

الصفحة 120