كتاب تاريخ الزواوة

وهنا لست أزعم بأني من أهل السياسة وأحزابها وأن لي معرفة بأهلها، غير أني أؤكد اهتمامي بالحضارة والثقافة ولا أنكر ما بينهما وبين السياسة من علاقه، وهي كعلاقه النجار بالخشب ..
لا أحد يستطيع أن يقرر قرارات قاطعة مانع، من منهما يعطي الكلمة للآخر أهو النجار أم الخشب، أهي الثقافة أم السياسة؟! إن الذي اعتقده وأؤمن به حتى الثبات هو أن شعبنا الأمازيغي خل التاريخ مع الفينيقيين (حضارة الشرق) وليس مع اليونان حضارة الغرب) .. ثم أبدع وصنع التاريخ مع الحضارة العربية حيث صار البربر عربا والعرب بربرا، فمن ذا الذي يؤكد لي أن عقبة بن نافع هو فعلا من صلب يعرب وليس من صلب أمازيغ! لذلك يؤلمني كمواطن أن أرى البعض من (أدعياء الثقافة السياسية) من الجزائريين وغير الجزائريين يلعبون بحضارة شعبنا عقله وثقافته ويصورون الأمازيغ على أنهم شعب انتهازي، ليس له كلمة في التاريخ. ففي نظرهم حين كان الرومان سادة العالم كان الأمازيغ روما نصارى، وحين ساد العرب العالم صار الأمازيغ عربا مسلمين. ولأن العرب اليوم في ضعف، ها هم لأمازيغ يبحثون عن "أرومة" أوروبية ينتمون إليها.
وهذا فضلا عن كونه إهانة لأمازيغيتنا هو تلاعب استعماري قح، وجهل "حضاري" مقيت ... وسذاجة من بعض سياسيينا لأنه كذلك رفض الأمازيغ والعرب في الشام مقولة الدعاية الفرنسية وقبلها التركية. من أن الأمازيغ ليسوا عربا وجاءوا

الصفحة 6