كتاب تاريخ الزواوة

البحث وهي أسباب يمكن تداركها، غير أن هناك من الأسباب ما يدخل في محاولة طمس التاريخ مثل الاعتقاد بأن هذه البحوث تؤدي خدمة للفكر غير العلمي، أو أنها تثبت عروبة البربر، أو أنها لا ترضي فرنسا، أو أنها تشجع الطرقية والدروشة، وما إلى ذلك من أسباب أقل ما يقال فيها أنها خدمة للمستعمر .. ذلك أن النظام التربوي في زواوة أو ردفان لم يدرس بعد، وها هي المدرسة الجزائرية والمدرسة في عموم الوطن العربي، تعاني من مشكلات حقيقية، لأن نظامنا التربوي الحالي مغربا ومشرقا هو نظام غير مرتبط بالجذور، بل هو مستورد أصلا، وبالتالي فإنه غير ناتج عن تراكم .. وسنظل نعاني من هذه المشكلة ما لم تعقد دراسات علمية جدية حول "النظام التربوي العربي" أعتقد أنها مهمة مركز دراسات الوحدة العربية .. فمن المعروف لدينا أن هناك مؤتمرات تنعقد لوزراء الداخلية العرب ولوزراء الإعلام، أولائك يقمعون وهؤلاء يكذبون .. أما وزراء التربية فقلما يجتمعون .. أليس ذلك بملفت للنظر؟!
وحتى لا يتوهم القارئ، أقول بأني لم أدرس في زاوية ولم أدخلها إلا كما يدخلها الزائر، ولكنها تراث شعبي الذي في بجاية وعزازقة والقدس ودمشق واليمن، فليس صحيحا أن لا أحاول فهم هذا التراث وهذا النظام التربوي الذي قاوم الفرنسة مغربا والتتريك مشرقا وكان أبطاله في الحالين زواوة أمازيغ!! لابد أن فيه من الثراء ما يصلح في هذا الزمان ويثريه ويطوره، كما فيه ما لم يعد صالحا لا لهذا الزمن ولا للزمن السابق، وإني أعتقد أن هذا الأسلوب الصحيح لتطوير المنظومة التربوية (المدرسة) في الجزائر والوطن

الصفحة 69