كتاب تاريخ الزواوة

العربي عموما .. يبدأ من نقطة الدراسة العميقة للنظام التربوي القديم المعمول به منذ عشرات القرون، دراسته بعمق عند أبي حامد الغزالي، والكسائي، وابن خلدون .. في المدرسة المستنصرية في بغداد وفي مدرسة النجف ومدرسة القيروان وبجاية وتلمسان وفاس وربطها بهذا العصر ومستجداته إذ أن ذلك النظام التربوي هو الذي أنتج علماء ما نسميه الحضارة العربية الإسلامية. بينما المنظومة التربوية ومناهجها التي رسمها الإنجليز في مصر والفرسيون في الجزائر لا تبدو ناجحة هذه الأيام ولا تبدو كمدرسة متنورة بينما تبدو المدرسة أو المنظومة التربوية التي وضع أسسها الشيخ طاهر الجزائري ثم جودت الهاشمي الينيوي في بلاد الشام تحمل نجاحا نسبيا في التنور أفضل منهما وهي ملاحظة تستحق الدرس من قبل المهتمين بالمنظومة التربوية، إذا كانوا يقصدون توحيد المجتمع الجزائري مع تراثه ومع العصر لا تمزيقه وتفتيته، فالمدرسة التي لا توحد الشعب لا يمكن أن تستمر .. ولعل هذا يفسر استمرار الزواي رغم ما حل بها من تحريف وانحراف وتخريب وكلها أشياء تحدث عنها أبو يعلى الزواوي في فصله هذا تصريحا أو تلميحا .. لقد حافظت "الزوايا" رغم جمودها على الوحدة التربوية للبربر مربوطة بالوحدة التبروية للعرب، كما تظهر ذلك الكتب المقررة التي تحدث عنها المؤلف وهذه
الوحدة .. وهذا الربط ألا يستحقان الدراسة؟!!
والطريف أن بعض "أذكياء" الاستعمار يظهرون غباء خارقا للعادة حيث يقول بعضهم أن للبربر عادات قديمة مسيحية الأصل.

الصفحة 70