كتاب تاريخ الزواوة

القرآن وبه كفاية وقال تعالى: {لقد كان لسبأ في مساكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل يجازى إلا الكفور وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين فقالوا ربما باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق} صدق الله العظيم.
وقد صاروا أحاديث وبالأخص عند المؤرخين وقد كثر كلامهم عنهم وفيهم قال جل ذكره: {وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد}، قلت وقد ورد الثناء على حمير وسبأ وتبع وفي تيسير الوصول إلى معرفة حديث الرسول ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (إن رجلا من قيس قال يا رسول الله ألعن حميرا فأعرض عنه فأعاد عليه فقال صلى الله عليه وسلم: «رحم الله حميرا أفواههم سلام وأيديهم طعام وهم أهل أمن وإيمان» أخرجه الترميذي وأما تبع فقيل أنه نبي وفي الروض الأنف للسهيلى روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تسبوا تبعا فإنه كان مؤمنا» وقيل التبابعة هم ملوك حمير ومأرب اسم ملك سبأ وأن أفريقش الذي نزل إفريقية وسميت باسمه وكان قدومه افريقية بكتامة وصنهاجة وهو أحد ملوك حمير ثم أن مما يؤيد أن البربر من حمير مشابهة الخطين الحميري والبربري مشابهة كبيرة ورأيت في المجلة الآسيوية منذ أعوام أن علماء الأثر اكتشفوا أي وجدوا الخط الحميري في قرية من قرى افريقية منقوشا على حجر. ومنها ما ذكر ابن عبد ربه في أنساب

الصفحة 97