كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

يولِيه أعنَة الخيل ليكون في مقدمتها أثناء الحرب، وبعثه إلى (العزى) وكان بيتاً عظيماً لمضر فهدمها، وقام بدور قيادي في حروب الردة ولما حضرته الوفاة قال: لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية أو أموت على فراشي فلا نامت أعين الجبناء (1).
وكانت داره في الجهة الشرقية من المسجد مقابل الباب السادس (2)، ويساعدنا في تحديد موضع هذه الدار ما ثبت من ان الباب السادس كان في بداية توسعة المهدي مما يلي المسجد القديم وتدل على ذلك العبارة التي كانت مكتوبة على هذا الباب، فقد قال صاحب كتاب المناسك: وعلى الباب المقابل دار خالد مكتوب من داخل "اللهم صل على محمد النبي صلى الله عليه وسلم، مما أمر به المهدي محمد أمير المؤمنين مما عمل البصريون سنة اثنتين وستين ومائة، ومبتدأ زيادة المهدي في المسجد" (3).
ونقل السمهودي أيضاً: عن ابن زبالة ويحيى أن هذه العبارة مكتوبة على نجاف هذا الباب من داخل (4).
وأفاد ابن شبة وغيرة أن دار خالد بن الوليد رضي الله عنه كانت بين دار جبلة بن عمرو- والتي صارت لأسماء بنت الحسين- ودار عمرو بن العاص. وهي التي شكا ضيقها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرفع في السماء وسل الله السعة (5).
__________
(1) أسد الغابة (1/ 5860 - 588) الاستيعاب (1/ 427).
(2) التعريف ص 32 وفاء الوفا (2/ 730).
(3) كتاب المناسك ص 391.
(4) وفاء الوفا (2/ 693).
(5) تاريخ المدينة لابن شبة (1/ 244، 259) وعمدة الأخبار ص 116.

الصفحة 101