وروي ابن زبالة (المتوفى بعد 200 هـ) عن يحي بن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه قال شكى خالد بن الوليد ضيق منزله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: أرفع البناء في السماء وسل الله السعة (1)، ورواه ابن شبة (المتوفى 262هـ) إلا أنه قال: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اتسع في السماء (2).
فثبت مما تقدم أن دار خالد بن الوليد كانت مطلة على المسجد وتحدها جنوباً دار جبلة بن عمرو وشمالاً دار عمرو بن العاص رضي الله عنهم.
وقد بني في موضع هذه الدار وما يليه من دار عمرو بن العاص رباط لسكنى الرجال، بناه القاضي كمال الدين أبو الفضل محمد بن عبد الله بن القاسم الشهروزري رحمه الله تعالى (3).
قال المطري (المتوفى 741هـ) والمراغي (المتوفى 816هـ): في موضع هذه الدار الآن رباط للرجال (4).
وقال السمهودي (المتوفى 911هـ): وفي موضع هذه الدار مقدم رباط السبيل وذلك يدل على صغرها. (5)
وعرف هذا الرباط برباط خالد بن الوليد أيضاً وظل معروفاً بهذا الاسم إلى عهد قريب، وأفاد الأنصاري انه الآن من أوقاف الأغوات بموجب الحجة المخرجة من
محكمة المدينة الشرعية بتاريخ 11 ربيع الثاني سنة 1111 هـ وهدم لتوسعة
__________
(1) وفاء الوفا (2/ 730).
(2) تاريخ المدينة المنورة لابن شبة (1/ 244).
(3) وفاء الوفا (2/ 693).
(4) التعريف ص 32 - تحقيق النصرة ص 78.
(5) وفاء الوفا (2/ 731).