شرحبيل بن حسنة من الحش المذكور (1) وأفاد أبن شبة أن يحيى بن خالد بن برمك (2) اشتراه وهدمه ثم صار براحاً (3)، في الصوافي ثم بنى في موضعها الناس (4).
وتجدر الإشارة إلى أن البئر الذي كان في هذا الحش بقي إلى عهد قريب وكان يعرف ببئر حاء، إلى ان دخل في التوسعة السعودية الثانية سنة 1414هـ/1994م، وموضعه الآن في الجهة الشمالية من المسجد على يسار الداخل من باب الملك فهد وعلى بعد عدة أمتار من الباب الخامس من هذا المدخل المرقم بـ 21 - هـ.
مبادرة الصحابة إلى الاستجابة لكلام الله:
كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على تلقي ما ينزل من القرآن بما يستحقه من الإقبال، وذلك بقراءته والتدبر فيه والمبادرة إلى العمل به، ونذكر فيما يلي موقف أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه مثالاً على ذلك، فانه تصدق بأحب أمواله إليه عندما سمع قوله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون .. ) (5)، كما روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:
__________
(1) وفاء الوفا (2/ 727).
(2) هو يحيى بن خالد بن برمك ابو علي كان هارون الرشيد العباسي يعظمه وجعل اصدار الامور وايرادها اليه إلى ان نكب هارون البرامكة فغضب عليه وخلده الحبس إلى ان مات سنة تسعين ومائة وهو ابن سبعين سنة تاريخ بغداد (14/ 130) رقم الترجمة 7459.
(3) البراح: المتسع من الارض لا زرع ولا شجر، المعجم الوسيط ب ر ح.
(4) تاريخ المدينة المنورة لابن شبة (1/ 258) وفاء الوفا (2/ 727).
(5) آل عمران آية 92.