كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلاً وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، فلما أنزلت: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون …} قام أبو طلحة فقال يا رسول الله إن الله يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون .. .} وأن أحب أموالي إلي بيرحاء، وأنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بح ذلك مال رايح، ذلك مال رايح". وقد سمعت ما قلت وإني أرى ان تجعلها في الأقربين، قال أبو طلحة: افعل يا رسول الله: فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبنى عمه وروى عبد الله بن يوسف " ذلك مال رابح ". (1)
قال الفيروزي آبادي: ورابح ذو ربح أو رايح أي قريب المسافة يروح خيره أي يصل إليك في الرواح ولا يعزب (2).
4 - أ - مخرمة بن نوفل رضي الله عنه:
هو مخرمة بن نوفل بن أهيب القرشي الزهري رضي الله عنه اسلم يوم الفتح وكان من المؤلفة قلوبهم، وحسن إسلامه وكان عالماً بأيام الناس وبقريش خاصة، شهد حنيناً مع النبي صلى الله عليه وسلم، وتوفي بالمدينة سنة أربع وخمسين وهو ابن مائة وخمس عشرة سنة وعمي في آخر عمره. (3)
__________
(1) صحيح البخاري، كتاب تفسير القران، باب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون (65: 4554).
(2) المغانم المطابة ص 38.
(3) الاصابة (3/ 370) رقم الترجمة 7842.