وفيما يلي نص ما قاله السمهودي: أنا استبعد أن يبقى من دار عبد الله من مسعود بقية في جهة الشام سيما إذا كان المهدي إذا كان المهدي قد زاد مائة ذراع، ثم يضاف لذلك ما زاده الوليد منها وأي دار يكون طولها هذا المقدار فضلاً عن أن يبقى بعد ذلك منها بقية؟! (1)
فيجدر بنا ونحن نتحدث عن الدور المحيطة بالمسجد النبوي الشريف أن ننوه إلى أن هذه البقية من الدار لم تكن من دار عبد الله بن مسعود كما ظن السيد السمهودي واستبعده، وإنما كانت من دار المسور بن مخرمة بن نوفل رضي الله عنهما ولعل منشأ ما ذهب إليه السمهودي ظنه ان دار القراء كانت واحدة وهي دار عبد الله بن مسعود، ومع أن هناك داراً أخرى تعرف أيضاً بدار القراء كما جاء في طبقات بن سعد، من أن عبد الله بن مكتوم قدم المدينة مهاجراً بعد بدر فنزل دار القراء وهي دار مخرمة بن نوفل (2).
وهذه هي الدار التي ادخل المهدي جزءاً منها في المسجد وبقي بعضها في الجهة الشمالية من المسجد ومما يؤكد أن جميع الأوصاف التي ذكرها السمهودي تنطبق على دار المسور بن مخرمة هذه، ولا ينطبق على دار عبد الله ابن مسعود، حيث ذكر السمهودي ان المهدي ادخل جزءاً من دار القراء في المسجد وبقي جزء منها وصارت لجعفر بن يحيى البرمكي ثم قبضت صافية عنه.
فقد ورد أن دار المسور بن مخرمة يقال لها: "دار القراء" وكانت في طرف المسجد الشمالي فادخل في المسجد وفي الطريق وبقي جزء منها خارج المسجد وصار لرجل من آل مطرف ومنه لبعض بني برمك - جعفر بن يحيى- ثم
__________
(1) وفاء الوفا (2/ 728 - 729).
(2) الطبقات الكبرى (4/ 155).