وكان أطم حسان بن ثابت رضي الله عنه في الجهة الغربية من المسجد مقابل الباب السادس عشر، كان يسمى هذا الأطم الفارع وهو الذي قال فيه حسان:
أرقت لتوماض البروق اللوامع … ونحن نشادي بين سلع وفارع.
قال الفيروز آبادي: الفارع بالراء والعين المهملتين من فرع إذا علا، والفارع المرتفع العالي الحسن الهيئة، أطم من آطام المدينة وهو اليوم دار جعفر بن يحيى وقد ورد ذكر هذا الأطم في شعر العرب مما يدل على مكانته العمرانية بالمدينة. قال مقيس بن صبابة: ثارت به فهراً وحملت عقلة… سراة بني النجار أرباب فارع.
وقال كثير:
رسا بين سلع والعقيق وفارع … إلى أحد للمزن فيه غشامر (1)
وأدخل النبي صلى الله عليه وسلم أهله في هذا الأطم أثناء غزوة الخندق، وفيه قتلت عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية رضي الله عنها اليهودي الذي حاول التطلع إلى النساء في الداخل.
ثم صار هذا الأطم ودار عاتكة لجعفر بن يحيى بن خالد البرمكي (2)، فكانت دارة تضم هاتين الدارين حيث كانت دار عاتكة في القسم الجنوبي وأطم
__________
(1) المغانم المطالبة في معالم طابة ص 309، 310.
(2) هو جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي ابو الفضل ولد سنة 150هـ/676 م ببغداد استوزره هارون الرشيد ملقياً اليه ازمة الملك، وكان يدعزه: أخي، فانقادت له الدولة إلى ان نقم الرشيد على البرامكة فقتله سنة 187هـ/803م ويرجع نسب البرامكة إلى الفرس، الاعلام للزركي (2/ 130).