كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

الفاروق، أحد العشرة المبشرين بالجنة وثاني الخلفاء الراشدين وأول من لقب بأمير المؤمنين، الصحابي الجليل الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات، كان من أبطال قريش في الجاهلية، وله السفارة فيهم، أسلم قبل الهجرة بخمس سنين وبإسلامه اعتزَ المسلمون، بويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر سنة 13 هـ، وبعهد منه إلى أن قتله أبو لؤلؤة المجوسي (1).
وكانت داره في الجهة الغربية من المسجد كما قال أبو غسان: إن الخوخة الشارعة في دار القضاء في غربي المسجد خوخة أبي بكر الصديق رضي الله عنه (2)، وهذا النص يساعدنا في تحديد موضع دار القضاء بأنها كان وجاه خوخة أبي بكر الصديق، ونظراً لقربها من المسجد كان الناس يصلون فيها إذا ضاق المسجد، كما روي ابن زبالة عن محمد بن إسماعيل قال: أدركت المسجد كان يضيق عن الناس يوم الجمعة حتى يصلي بعضهم في دار القضاء، وهي يومئذ مبنية وفي دار ابن مكمل وفي دار النحامين وفي دار عاتكة (3).
سبب تسميتها بدار القضاء: سميت دار عمر بدار القضاء لأنه أمر حفصة وعبد الله ابنيه رضي الله عنهماأن يبيعاها عند وفاته في دين كان عليه فإن بلغ ثمنها دينه، وإلا فأسألوا فيه بني عدي حتى تقضوه، فباعوها من معاوية بن
__________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (3/ 265 - 275) صفة الصفوة (1/ 101).
وكان لؤلؤة المجوسي عبداً للمغيرة بن شبه يصنع الأرحاء وقد كان عمر رضي الله عنه لا يأذن لسبي قد احتلم في دخول المدينة، وانما اذن لابي لؤلؤة بناء على طلب المغيرة بن شعبة، تاريخ الإسلام للذهبي، (جزء عهد الخلفاء الراشدين) ص 276.
(2) تاريخ المدينة المنورة لابن شبة (1/ 242).
(3) كتاب المناسك ص 371.

الصفحة 136