أبي سفيان رضي الله عنهما، فكانت تسمى دار القضاء أي دار قضاء الدين (1).
من دار القضاء إلى رحبة القضاء:
بقيت دار القضاء مبنية إلى أن قدم زياد (2) بن عبد الله المدينة سنة ثمان وثلاثين ومائة، فهدمها وما جاورها من الدور وجعلها رحبة للمسجد، وفتح باباً بين خوخة أبي بكر وباب الرحمة وعرف هذا الباب بباب زياد، وكانت هذه الرحبة ممتدة من باب زياد إلى باب السلام وعرفت برحبة القضاء. (3)
وكتب على باب زياد في لوح من ساج (4) مضروب بمسامير مكتوب من خارج " أمر عبد الله أمير المؤمنين أكرمه الله بعمل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمارة هذه الرحبة توسعة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمن حضره من المسلمين في سنة إحدى وخمسين ومائة ابتغاء وجه الله والدار الآخرة (5).
البناء في رحبة القضاء:
بقيت رحبة القضاء على حالها فترة طويلة من الزمن ولعل أول من بنى فيها هو شيخ الخدام كافور المظفري حيث قال السمهودي (المتوفى 911هـ): وفي موضع هذه الرحبة اليوم دار الشاك الملاصقة لباب الرحمة وما يليها من المدرسة
__________
(1) وفاء الوفاء (2/ 676 - 698).
(2) هو زياد بن عبيد الله بن عبد المدان الحارثي خال السفاح، وكانت ولايته على المدينة ومكة من قيل ابي العباس في سنة ثمان وثلاثين ومائة، انظر وفاء الوفا (2/ 700).
(3) وفاء الوفاء (699 - 701).
(4) الساج خشب يجلب من الهند واحدته ساجة، والساج شجر يعظم جداً ويذهب طولاً وعرضاً وله ورق امثال الترامس الديلمية يتغطى الرجل بورقة منه فتكته من المطر وله رائحة طيبة، لسان العرب (6/ 419).
(5) كتاب المناسك ص 394، وفاء الوفا (2/ 700).