كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

الجوبانية والحصن العتيق، ودار الشباك أنشأها شيخ الخدام كافور المظفري، أما المدرسة الجوبانية فابتناها (جوبان) أتابك العساكر المغلية في سنة أربع وعشرين وسبعمائة، وكان الحصن العتيق منزلاً لأمراء المدينة، ثم انتقل إلى السلطان غياث الدين، سلطان بنجالة، وابتناه مدرسة في سنة أربع عشرة وثمانمائة، وبعد حريق المسجد الثاني سنة ست وثمانين وثمانمائة هدم دار الشباك وما يليها من المدرسة الجوبانية وجميع الحصن العتيق، وعمل ذلك مدرسة ورباطاً للسلطان الشرف قايتباي فيما بين السلام وباب الرحمة وأسسوا لهما منارة في ناحيتهما التي تلي باب الرحمة (1).
قال إبراهيم رفعت (2): ثم صارت المدرسة محكمة ينزل فيها قضاة المدينة ولما انتقلوا إلى المحكمة التي بالساحة تخربت المدرسة فأقام السلطان عبد المجيد على أنقاضها مدرسته التي بها المكتبة العظيمة وبنى بجوارها داراً لناظر المدرسة1237هـ ثم جددها السلطان عبد العزيز العثماني (3) سنة 1287هـ (4).
وظلت هذه المباني موجودة إلى عهد قريب، وهدمت المنارة وما يليها من البناء أثناء العمارة السعودية الأولى للمسجد النبوي الشريف سنة 1372هـ وموضعها الآن ضمن الرحبة الغربية للمسجد بعد التوسعة السعودية الثانية.
__________
(1) وفاء الوفاء (2/ 643، 644، 702، 703).
(2) هو ابراهيم رفعت باشا بن سويفي بن عبد الجواد مؤرخ مصري ولي امارة الحج مرات سنة 1320 هـ وسنة 1321هـ و1325 هـ، ولد في اسيوط سنة 1273هـ/1857م وتوفي بالقاهرة سنة 1353هـ/1935م، الف كتاب مراة الحرمين، طبع بمجلدين، الاعلام للزركلي (1/ 39).
(3) هو السلطان عبد العزيز خان بن السلطان محمود خان العثماني المولود ف ي14 شعبان 1245هـ/1840م وتولى الخلافة في سنة 1277هـ/1861م، وهو الذي كون لجنة التاليف "مجلة الاحكام العدلية" واستمر في الحكم إلى سنة 1293هـ/1876م، تاريخ الدولة العلية العثمانية ص 530.
(4) مراة الحرمين (1/ 478).

الصفحة 138