كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

وقد ذكر ابن سعد تفصيل ذلك:
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة إذا حضر منا الميت أتيناه فأخبرنا فحضره واستغفر له حتى إذا قبض انصرف ومن معه وربما قعد حتى يدفن وربما طال ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم من حبسه فلما خشينا مشقة ذلك عليه قال بعض القوم لبعض: والله لو كنا لا نؤذن النبي صلى الله عليه وسلم بأحد حتى يقبض فإذا قبض آذناه فلم تكن لذلك مشقة عليه ولا حبس، قال: ففعلنا ذلك، قال: فكنا نؤذنه بالميت بعد أن يموت فيأتيه فيصلي عليه ويستغفر له فربما انصرف عند ذلك وربما مكث حتى يدفن الميت، فكنا على ذلك أيضاً حيناً، ثم قالوا: والله لو أنا لم نشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحملنا الميت إلى منزلة حتى نرسل إليه فيصلي عليه عند بيته لكان ذلك ارفق به وايسر عليه، قال: ففعلنا ذلك.
قال محمد بن عمر: فمن هناك سمي ذلك الموضع موضع الجنائز لأن الجنائز حملت إليه، ثم جرى ذلك من فعل الناس في حمل جنائزهم والصلاة عليها في ذلك الموضع إلي اليوم (1).

الرجم في موضع الجنائز:
أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجم اليهودي واليهودية في موضع الجنائز كما البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي ويهودية قد أحدثا جميعاً. فقال لهم: ما تجدون في كتابكم، قالوا: إن أحبارنا أحدثوا تحميم الوجه والتجبية. قال عبد الله بن سلام (2): ادعهم
__________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (1/ 257).
(2) هو عبد الله بن الحارث الاسرائيلي الانصاري وهو من ولد يوسف بن يعقوب عليهما السلام وكان اسمه الحصين فسماه الرسول حين اسلم عبد الله، ونظل فيه قولته تعالى:"وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثله فامن واستكبرتم .. " توفي نسة 43هـ، أسد الغابة (3/ 160).

الصفحة 160