الأمر على ذلك إلى أن احترق المسجد سنة 886 هـ فجددت القبة ودعائمها وأضيف إلى بعضها اسطوانة أخرى لتقويتها، وبذلك حصل ضيق فيما بين جدار المسجد الشرقي وبين المقصورة التي فيها الدعائم فوسعوا المسجد قدر ذراع ونصف (أي حوالي 75سم) في البلاط الذي يليه وأعادوا بناء الجدار الشرقي إلى باب جبريل. (1)
ثم لما أعيد بناء المسجد في عهد السلطان عبد المجيد العثماني (2) سنة 1277هـ لم يتعرض البناة للدعائم والأساطين التي حول الحجرة الشريفة غير أنهم قرنوا إلى كل دعامة قدر ما يقابلها من الأساطين التي اتخذوها في أصل الجدار زيادة في أحكام بناء العقود، فحصل ضيق في ذلك المحل فخرجوا بالجدار الشرقي بنحو خمسة اذرع وربع (أي حوالي 2.6م) في البلاط الذي خارج المسجد في تلك الجهة ويعرف بموضع الجنائز. (3)
فثبت مما تقدم أن كل واحد من السلطان قايتباي (المتوفى 901هـ) والسلطان عبد المجيد العثماني قد زاد في المسجد من باب جبريل إلى المنارة الرئيسية.
تحديد موضع الجنائز:
إن موضع الجنائز كان يحدُه غرباً الحجرات الشريفة وشرقاً دار عثمان الكبرى وجنوباً زقاق الحبشة ودار إبراهيم بن هشام وشمالاً زقاق البقيع.
__________
(1) وفاء الوفا (2/ 160).
(2) هو السلطان عبد المجيد الأول بن السلطان محمود الثاني العثماني ولد سنة 1238هـ/1823م، تولى الخلافة سنة 1255هـ /1839م وتوفي سنة 1277هـ/1861، المدينة المنورة وتطورها العمراني ص316.
(3) نزهة الناظرين ص 29. 30.