أما بعد زيادة السلطان قايتباي سنة 888هـ والسلطان عبد المجيد العثماني في المسجد سنة 1277هـ من هذه الجهة فالجدار الموجود حالياً من باب جبريل إلى المنارة الرئيسية يقسم مصلى الجنائز قسمين، قسم غربي دخل في المسجد وهو الآن مما يلي هذا الجدار من الداخل وقسم شرقي وهو مما يليه من الخارج.
ونلاحظ أن جدار المسجد من باب جبريل إلى المنارة الرئيسية بارز قدر ثلاثة أمتار تقريباً عن الجدار الذي يلي باب النساء، وهو علامة لزيادة السلطان قايتباي والسلطان عبد المجيد في هذه الجهة.
وجدير بالذكر أن العثمانيين الأتراك وضعوا علامة لما بقي من مصلى الجنائز خارج المسجد بحيث بنوا بمصلى الجنائز من جهة القبلة جدارا فيه باب يليه داربزين من خشب عليه باب آخر وسقف وكذلك وضعوا من جهة الشام درابزين آخر على يسار الخارج من باب جبريل وعليه باب أيضاً ورخموا أرض البلاط المذكور فيما بين هذين البابين فحصل بذلك نفع كبير بمنزلة الصفة أيام النبي صلى الله عليه وسلم يبيت فيه أيام الصيف كثير من الفقراء المقطوعين ويصلي فيه بعض الأحيان إذا امتلأ المسجد. (1)
وما زال مصلى الجنائز مميز بالجدار المحوط عليه إلا أنه يستخدم الآن لوضع مستلزمات المسجد.
وتجدر الإشارة إلى أن باب النساء والجدار الذي يليه إلى باب جبريل لم يتغير عن موضعه منذ بنائه في ولاية عمر بن عبد العزيز سنة 91هـ حيث لم يزد أحد في المسجد بعده في هذا الموضع وإنما تمت الزيادة والتوسعة في المسجد من باب جبريل إلى المنارة الرئيسية فقط.
__________
(1) نزهة الناظرين ص 31.