كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

جلالة جسمي إذا أخرجت على الرجال غداً، وكانوا يحملون الرجال كما يحملون النساء، فقالت أسماء بنت عميس رضي الله عنهما: إني رأيت شيئاً يصنع بالحبشة فصنعت النعش فاتخذ بعد ذلك سُنَة. (1)
وقد روي عن ابن عياش أن فاطمة أول من غطي نعشها من النساء في الإسلام ثم بعدها زينب بنت جحش صنع ذلك بها أيضا (2).
وبهذا ثبت أن فاطمة رضي الله عنها كانت تعرف بأنها تحمل من البيت بعد الموت لتدفن في البقيع لذا كانت تستحيي أن تحمل مثل الرجل، فما أخبرتها أسماء بنت عميس بما يستر جسدها الشريف أثناء التشييع، حسنت ذلك، ولما توفيت عملت لها أسماء هودجا لتحمل فيه للدفن.
ولو كان المقرر دفنها في بيتها الذي توفيت فيه لم يكن هناك ما يقتضي أن تستحيي فاطمة من حملها مثل الرجال وأن يعمل لها هودج وأن تدفن ليلاً.
ثانيا: لقد ذكر المؤرخون روايات تفيد أن قبر فاطمة رضي الله عنها في دار عقيل بالبقيع.
كما روى ابن شبة (المتوفى 262هـ) عن محمد بن علي بن عمر أن قبر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في زاوية دار عقيل اليمانية الشارعة في البقيع. (3)
وروى ابن سعد أن قبر فاطمة بالبقيع في دار عقيل، قال عبد الله بن جعفر: وما رأيت أحداً يشك أن قبرها في ذلك (4).
وقال عبد الرحمن الموالى: دفنت فاطمة في زاوية دار عقيل، وبين قبرها
__________
(1) تاريخ المدينة المنورة لابن شبة (1/ 105).
(2) الاستيعاب (4/ 1989) الطبقات الكبرى لابن سعد (8/ 28).
(3) تاريخ المدينة المنورة لابن شبة (1/ 105).
(4) الطبقات الكبرى لابن سعد (8/ 30).

الصفحة 172