ثم دفنه عند قبر أمه بالبقيع (1).
رابعاً: يرى جمهور المؤرخين أن قبر فاطمة رضي الله عنها في البقيع وقيل إنها دفنت في البيت الذي ضُمَ إلى المسجد أثناء توسعة عمر بن عبد العزيز سنة 91هـ وموضعه الآن داخل المقصورة الشريفة وهذا القول ضعيف مرجوح ويدل على ذلك ما ذكره ابن شبة من رواية تفيد أن فاطمة دفنت في بيتها ثم قال في تعقيبه على هذا القول: وأظنه غلطاً لأن الثبت جاء في غيره. (2)
قال العباسي: وجاء من طريق آخر أن قبر فاطمة رضي الله عنها في بيتها الذي أدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد، وهذا قول مرجوح، والله أعلم وأن القول بأنها بالبقيع هو الأرجح (3).
لقد تلخص مما سبق أن السيدة فاطمة رضي الله عنها توفيت في بيتها وحملت في هودج إلى البقيع ودفنت ليلاً ولما توفي ابنها الحسن دفن بجانبها تنفيذاً لوصيته وكان قبرها معروفاً بالبقيع، أما ما قيل بأنها دفنت في بيتها وموضع قبرها الآن داخل المقصورة الشريفة فقول ضعيف مرجوح لم يعتمده المؤرخون.
__________
= سيد الأولين والآخرين. سنة 1277هـ، وطبع في مصر سنة 1333هـ ولد سنة 1250هـ وتوفي بالمدينة
سنة 1317هـ وأفاد في كتابه: وقد آلت خدمة قبة أهل البيت وبوابة بابها الشامي لنا ولأجدادنا من قديم الزمان بغرامين سلطانية، الأعلام للزركلي (2/ 122) نزهة الناظرين ص 33.
(1) نزهة الناظرين في مسجد سيد الأولين والآخرين ص 32، 33.
(2) تاريخ المدينة المنورة لابن شبة (1/ 106).
(3) عمدة الأخبار ص 153، 154.