كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

الخاتمة
قد انتهيت بفضل الله وتوفيقه من إكمال هذه الدراسة التي تناولت الحديث عن أهم جوانب بيوت الصاحبة رضي الله عنهم حول المسجد النبوي الشريف وغيرها من المعالم المطلة على المسجد. وهي أول دراسة مستقلة تناولت الحديث عن هذه الأماكن في ضوء المصادر القديمة والحديثة، تحدثت فيها أولا عن الحجرات الشريفة وموقعها، ومساحتها وأنها كانت في الجهة الشرقية من المسجد، ثم ذكرت جوانب عن الصفة وأهلها وموقعها، وأثبت أنها لم تكن في موضع دكة الأغوات كما يظن البعض وإنما كانت في الجهة الغربية منها. ثم تحدثت عن مواقع الأبواب العشرين التي فتحها عمر بن العزيز والمهدي العباسي أثناء توسعتهما للمسجد وتليها الدراسة عن بيوت الصحابة والأزقة حول المسجد من جهاته الأربع مع الإشارة إلى أهم المراحل التي مرت عليها على مر التاريخ إلى أن شملتها توسعة وعمارة خادم الحرمين الشريفين للمسجد، ثم تحدثت عن بعض المعالم المطلة على المسجد وهي سقيفة بني ساعدة ومصلى الجنائز وبقيع الغرقد. وفي نهاية الكتاب وضعت فهارس عامة ليسهل الرجوع إلى المطلوب.
وإن هذه الدراسة تساعد في تحديد الأماكن التقريبية للمعالم التي اندثر أثرها وشملتها التوسعات للمسجد، كما أنها توضح ملامح الخطة العمرانية التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وتساعد أيضا في فهم الآيات والأحاديث التي لها علاقة بهذه المعالم.
وبهذا الجهد المتواضع تشرفت بخدمة هذا الموضوع المبارك ولا أدعي الوصول إلى الكمال وإنما أضفت لبنة إلى الجهود العلمية قام بها العلماء والكتاب السابقون. والله أرجو أن يتقبل مني ذلك خالصاً لوجهه الكريم وذخراً لي في الآخرة. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

الصفحة 176