كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

يلي باب النبي صلى الله عليه وسلم ولعل هذا هو المراد في رواية عبد الله بن يزيد الهذلي ويؤكد ذلك ذكر منزل أسماء بنت الحسين فانه كان قريباً من هذا الباب.
رابعاً: إن الدار التي كانت تملكها أم حبيبة في الجهة الشمالية لم تكن حجرتها التي كانت تسكنها ضمن حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كما صرح بذلك السمهودي (1).
وبعد هذا البحث يظهر لنا ترجيح القول بان الحجرات الشريفة كانت في الجهة الشرقية من المسجد النبوي الشريف، والله اعلم.
وفي ضوء هذا البحث عملت خريطة تقريبية لحجرات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين انظر الخريطة رقم (1)
المبحث الثاني مساحة الحجرات الشريفة
إن النبي صلى الله عليه وسلم عاش عيشة مثالية في جميع مجالات الحياة، وفي مجال سكنه لم يبن قصوراً فخمة، وإنما بنى بيوتاً متواضعة باللبن (2) والجريد (3) متقاربة في المساحة والارتفاع، وكان كل منها عبارة عن حجرة وصالة مدخل صغير أبوابها شارعة في المسجد وعليها المسوح من شعر، وفي الروايات التالية بيان لأهم ملامحها:
روى البخاري عن داود بن قيس قال: رأيت الحجرات من جريد النخل
__________
(1) وفاء الوفا (2/ 539).
(2) اللَبن بفتح فكسر الطوب النيء الذي لم يحترق بالنار.
(3) الجريد: جمع جريدة كشعير وشعيرة وهي سعفة طويلة رطبة والسعفة جمعها السعف، اغصان النخلة، لسان العرب (2/ 237) (6/ 268).

الصفحة 21