كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

مغشى من خارج بمسوح الشعر وأظن عرض البيت من باب الحجرة إلى باب البيت نحواً من ست أو سبع اذرع (1) (أي ما يقرب من ثلاثة أمتار ونصف) وأحزر البيت الداخل عشرة اذرع (أي طوله ما يقرب من خمسة أمتار) وأظن سمكه بين الثمان والسبع (2). (أي عرضه ما يقرب من أربعة أمتار).
وعن ارتفاع هذه الحجرات: قال الحسن البصري (3): "كنت أدخل بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلام مراهق وأنال السقف بيدي، وكان لكل بيت حجرة، وكانت حجره من أكسية من خشب عرعر" (4) (5).
وقال عبد الله بن يزيد الهذلي: رأيت منازل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين هدمها عمر بن عبد العزيز (6) وهو أمير المدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك وزادها في
__________
(1) اذرع جمع ذراع وأفاد السمهودي أن هناك ذراع العمل وذراع الحديد وذراع اليد وهذا الاخير هو المراد هنا، وقال صالح لمعي مصطفى في تحديد هذا المعنى انه يبلغ ذراع اليد المصري في العصر العباسي 49.8 سم بينما يبلغ ذراع اليد ببغداد 48.25 سم انظر وفاء الوفاء (1/ 347) المدينة المنورة. تطورها العمراني ص 254،259
(2) الادب المفرد للبخاري، باب التطاول في البنيان- حديث رقم 45.
(3) هو الحسن بن يسار البصري- مولى الأنصار أامه خيرة مولاة أم سلمة، تابعي عالم، فقيه، ثقة عابد مفسر، ولد سنة 21 هـ وتوفي سنة 110 هـ المعارف لابن قتيبة ص 440، تهذيب التهذيب (2/ 263 - 275).
(4) العرعر جنس أشجار وجنبات من الصنوبريات فيه أنواع تصلح للتزيين وأنواعه كثيرة، قال ابن منظور: عرعر شجر يقال له الساسم، ويقال الشيزي ويقال هو شجر يعمل منه القطران، ويقال هو شجر عظيم جبلي تسميه الفرس: "السرو" واحدته عرعرة، لسان العرب (9/ 128) المعجم الوسيط (2/ 595).
(5) خلاصة الوفا للسمهودي ص 278.
(6) هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الاموي القرشي أم عاصم بن عمر بن الخطاب، تولى إمارة المدينة في ربيع الاول سنة 87هـ في خلافة الوليد بن عبد الملك وهو ابن خمس وعشرين سنة وعزل سنة 93هـ، ثم تولى الخلافة سنة 99هـ وتوفي سنة 101هـ ودفن في =

الصفحة 22