كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي
المبحث الثالث في بيان حجرات أمهات المؤمنين1 - أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما:
وهي البكر الوحيدة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ودخل بها المدينة وهي بنت تسع سنين، وكان هذا الزواج بناءً على الرؤيا - ومعلوم أن رؤيا الأنبياء وحي- كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة: أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرَقة (1) من حرير فيقول: هذه امرأتك فاكشف عن وجهك فإذا أنت فأقول: ان يك هذا من عند الله يمضه (2)، وفي رواية ان هذا الملك كان جبريل عليه السلام، كما روى الترمذي عن عائشة أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب (3)، وبهذا ثبت أن الله عز وجل اختار عائشة لنبيه وأرسل جبريل ليخبره بذلك فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم.
وكانت أحب نسائه إليه وأكثرهن رواية للحديث عنه وكانت أفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالدين، روي عنها 2210 أحاديث، اتفق الشيخان على 174 منها. توفيت في رمضان سنة 58 هـ ودفنت بالبقيع (4).
__________
(1) السرقة محركة قطعة من الحرير الأبيض أو الحرير عامة، وقال ابن الأثير قطعة من جيد الحرير وجمعها سرق، النهاية في غريب الحديث (2/ 362) القاموس المحيط، س ر ق.
(2) صحيح مسلم- كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة (44: 2438).
(3) جامع الترمذي - ابواب المناقب- باب من فضل عائشة.
(4) المعارف لابن قتيبة، 134، تهذيب التهذيب (12/ 433).
