كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

وكانت حجرتها في الجهة الشرقية من الروضة الشريفة مطلة عليها، وتحدها جنوباً حجرة حفصة وشمالاً حجرة فاطمة وشرقاً حجرة سودة رضي الله عنهن أجمعين، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة ودفن بها.
أفاد ابن الجوزي (المتوفى 597هـ) أن أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه اشترى هذه الحجرة من السيدة عائشة رضي الله عنها بمائة ألف وثمانين ألف، وقيل بثمانين ألف وشرط لها سكناها حياتها، وحمل إليها المال فما قامت من مجلسها حتى قسمته، وقيل بل اشتراها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما وبعث إليها خمسة أجمال تحمل المال ففرقت المال فقيل لها: لو خبأت منه درهماً، فقالت: لو ذكرتموني. (1)

2 - أم المؤمنين سودة رضي الله عنها:
وهي بنت زمعة بن قيس القرشية وأرملة السكران بن عمرو من المسلمين الأوائل، هاجرت معه إلى الحبشة مرتين، وتوفي عنها بعد الرجوع من الهجرة الثانية، فأصبحت فريدة ولو عادت إلى أهلها لأكرهوها على الشرك أو عذَبوها، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد وفاة السيدة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وقبل هجرته إلى المدينة. (2)
قال ابن حجر (المتوفى 852هـ): توفيت سودة سنة خمس وخمسين على الصحيح (3) وأوصت بحجرتها لعائشة رضي الله عنهما. (4)
__________
(1) الوفا بأحول المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن الجوزي، ص 260.
(2) المعارف لابن قتيبة ص 133.
(3) تقريب التهذيب، ص 748.
(4) الوفا باحوال المصطفى صلى الله عليه وسلم (1/ 405).

الصفحة 25