كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

وكانت حجرتها مجاورة لحجرة عائشة ولعلها كانت في الجهة الشرقية من حجرة عائشة لأن النبي صلى الله عليه وسلم بنى هاتين الحجرتين بعد بناء المسجد في وقت واحد وعلى هيئة واحدة. (1) وكانت حجرة حفصة رضي الله عنها في الجهة الجنوبية من حجرة عائشة رضي الله عنها وكانت حجرة فاطمة رضي الله عنها في الجهة الشمالية منها وكان المسجد في الجهة الغربية منها فلم يبق إلا الجهة الشرقية من حجرة عائشة فكانت بها حجرة سودة رضي الله عنها، والله اعلم.
3 - أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما:
وهي أرملة خنيس بن حذافة الأنصاري، ولما تأيمت عرضها عمر على عثمان وقد ماتت زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عثمان: ما أريد أن أتزوج اليوم، فانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه عثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة 3 هـ جبراً لخاطرها وخاطر أبيها عمر لمكانته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكي يساوي بينه وبين أبي بكر الصديق في تشريفهما بمصاهرته صلى الله عليه وسلم (2).
وكان بيت حفصة رضي الله عنها ملاصقاً لبيت عائشة رضي الله عنها من جهة القبلة وكان بين البيتين طريق ضيق قدر ما يمر الرجل منحرفاً وكانتا تتهاديان الكلام وهما في منزليهما من قرب ما بينهما، وبيت حفصة اليوم داخل المقصورة وخارجها وهو موقف الزائرين بالمواجهة الشريفة (3).
__________
(1) أخبار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ص 73، وفاء الوفا (2/ 459).
(2) المعارف ص 135، أسد الغابة (6/ 65).
(3) وفاء الوفا (2/ 543) خلاصة الوفاء 279.

الصفحة 26