كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

فبقيت هي وأيتامها الأربعة بلا كفيل، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة أربع من الهجرة، وأدخلها في بيت أم المؤمنين زينب بنت خزيمة رضي الله عنها المتوفاة من قبل. (1) ولما بنت هذه الحجرة من اللبنِ أنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك كما روي عن عطية ابن قيس رضي الله عنه قال: كانت حجر أزواج النبي بجريد النخل فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في مغزى له: وكانت أم سلمة موسرة فجعلت مكان الجريد لبناً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا؟ قالت: أردت أن أكف عني أبصار الناس فقال: يا أم سلمة إن شر ما ذهب فيه مال المرء المسلم البنيان. (2)
قال ابن حجر: توفيت سنة 59هـ وقيل غير ذلك ودفنت بالبقيع. (3)
وكانت آخر من ماتت من أمهات المؤمنين.
فعلم أن أم المؤمنين أم سلمة سكنت في حجرة أم المؤمنين زينب بنت خزيمة، وقد سبق الحديث عن حجرة زينب رضي الله عنها بأنها كانت في الجهة الشرقية من حجرة فاطمة رضي الله عنها ومطلة على الطريق الخارج من باب جبريل.
وتجدر الإشارة الى ما روي عن يزيد بن قسيط (4): أن توبة أبي لبابة (5)
__________
(1) المعارف لابن قتيبة ص 136، وفاء الوفا (2/ 459) أسد الغابة (6/ 289).
(2) الترغيب والترهيب للمنذري (3/ 22).
(3) تقريب التهذيب ص 754.
(4) هو يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي المدني أبو عبد الله. تابعي ثقة كثير الحديث روى عن أبي هريرة وابن عمر، روى له أصحاب الكتب الستة، توفي سنة 122هـ وهو ابن تسعين سنة. ميزان الإعتدال (4/ 430) تهذيب التهذيب (11/ 342).
(5) هو أبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري المدني - يكنى ببنت له يقال لها: لبابة - كانت تحت زيد بن الخطاب واسمه بشير بن عبد المنذر وقيل رفاعة بن عبد المنذر خرج الى بدر ورده النبي صلى الله عليه وسلم من الروحاء واستعمله على المدينة. وكانت معه راية بني عمرو بن عوف في الفتح وكان أحد النقباء ليلة. العقبة توفي في خلافة علي وقيل بعد سنة 50 هـ المعارف لابن قتيبة 325، تهذيب التهذيب (12/ 214).

الصفحة 28