كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

قال ابن حجر: توفيت سنة خمسين على الصحيح (1).
ولم أجد في عبارات المتقدمين ما يحدد موقع حجرتها الشريفة. ولعلها كانت في الجهة الشرقية الشمالية من المسجد قريباً من موضع دكة الاغوات كما أشار إلى ذلك اسماعيل بن محمد بن اسحق بقوله إن آخر الحجرات حجرة جويرية رضي الله عنها (2).

9 - أم المؤمنين صفية رضي الله عنها:
وهي بنت حيي بن أخطب- وكان زعيم اليهود- أرملة كنانة بن أبي الحقيق (3)، وقعت أسيرة في غنائم خيبر، فقال الصحابة: يا رسول الله إنها سيدة قريظة والنضير، ما تصلح إلا لك فرق النبي صلى الله عليه وسلم لحالها فخيرها بين أن يعتقها فترجع إلى من بقي من أهلها أو تسلم فيتخذها لنفسها، فقالت: أختار الله
ورسوله، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجبها واعتقها وتزوجها سنة سبع من الهجرة وكانت عاقلة من عقلاء النساء، وقد سبق أن رأت صفية في المنام إن قمراً وقع في حجرها فذكرت ذلك لأبيها فضرب وجهها ضربة أثرت فيه وقال: أنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب، فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عنه فأخبرته الخبر (4).
__________
(1) صفة الصفوة (2/ 50)، تقريب التهذيب ص 745، اسعد الغابة (6/ 56).
(2) كتاب المناسك، ص 373.
(3) كنانة بن الربيع بن ابي الحقيق، تزوج صفية بنت حيي بن اخطب النضري بعد سلام بن مشكم اليهودي، فقتل رسولٌ الله صلى الله عليه وسلم كنانةَ لامر احل دمه وسبى أهله وتزوجها، المعارف لابن قتيبة، 138.
(4) صفة الصفوة، (2/ 52) أسد الغابة، (6/ 169 - 171) تقريب التهذيب ص 749.

الصفحة 32