كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

ولما توفيت أم المؤمنين صفية باع أولياؤها حجرتها لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بمائة ألف وثمانين ألف درهم (1).
ولم أجد في عبارات المتقدمين ما يدل على الموقع المحدد لهذه الحجرة الشريفة، ولعلها كانت قريبة من موضع دكة الأغوات.
10 - أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها:
وهي بنت الحارث الهلالية، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أواخر السنة السابعة من الهجرة إبان عمرة القضاء (2) بإشارة العباس بن عبد المطلب، وكان يرى تقريب الهلاليين، وقال قتادة في تفسير قوله تعالى: (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي… .. (إنها ميمونة بنت الحارث (3).
ماتت بسرف (4) سنة إحدى وخمسين على الصحيح (5) ودفنت بها وقبرها معلوم حتى الآن على يمين الذاهب إلى مكة المكرمة عن طريق الهجرة وقبل الدخول في مكة بحوالي 20 كيلو متراً، مما يدل على أنها انتقلت بعد وفات النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبيلتها بني هلال في سرف.
ولم أجد في عبارات المتقدمين ما يحدد موقع هذه الحجرة الشريفة ولعلها كانت في الجهة الشرقية الشمالية من المسجد قريباً من موضع دكة الاغوات.
__________
(1) الوفا باحوال المصطفى لابن الجوزي ص 260.
(2) خرج النبي صلى الله عليه وسلم للعمرة في ذي القعدة سنة سبع من الهجرة مكانه عمرته التي صده المشركون في سنة ست، فسميت عمرة القضاء، السيرة النبوية لابن هشام (3/ 370).
(3) تفسير ابن كثير (5/ 483).
(4) سَرِف ككتف موضع قرب التنعيم على ستة أميال من مكة، معجم البلدان (3/ 212).
(5) تقريب التهذيب ص 753 أسد الغابة (6/ 272 - 274).

الصفحة 33