كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

يستعملون صيغ المذكر في مثل ذلك رعاية للفظ، كما يقول الرجل لصاحبه كيف أهلك؟ أي امرأتك ونساؤك فيقول: هم بخير. (1)
قال ابن كثير: نزلت هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وسلم (2)، وقال ابن الجوزي: المراد من أهل البيت نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهن في بيته. (3)
وقال الآلوسي نقلاً عن بعض المحققين: إن المراد بالبيت بيت السكنى وأهله على ما يقتضيه سياق الآية وسباقها والأخبار التي لا تحصى كثرة (4).
القول الثاني: المراد من أهل البيت علي وفاطمة والحسن والحسين، كما روى عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: أين ابن عمك وابناك؟ فقالت رضي الله عنها: في البيت، فقال صلى الله عليه وسلم: ادعيهم، فجاءت إلى علي رضي الله عنه فقالت: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت وابناك قالت أم سلمة رضي الله عنها: فلما رآهم مقبلين مد صلى الله عليه وسلم يده إلى كساء (5) كان على المنامة. فمده وبسطه وأجلسهم عليه ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله فضمه فوق رؤوسهم، وأومأ بيده اليمنى إلى ربه فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. (6)
قال الآلوسي:
وهذا الحديث دليل على ان علياً وفاطمة والحسن والحسين من أهل البيت
__________
(1) الجامع لاحكام القران للقرطبي (14/ 182) روح المعاني (22/ 13).
(2) تفسير ابن كثير (5/ 452).
(3) زاد المسير (6/ 381).
(4) روح المعاني (22/ 15).
(5) الكساء هو الثوب الذي يستتر به ويتحلى، القاموس المحيط، المعجم الوسيط، ك س ى.
(6) تفسير ابن كثير (5/ 454).

الصفحة 35