كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

رضي الله عنهم، وإنما صرح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك تأكيداً لكونهم من أهل البيت أو أن الآية لم تنزل في حقهم فأدخلهم النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت المذكور في الآية بدعائه الشريف، اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس، وبقوله صلى الله عليه وسلم ": "اللهم هؤلاء أهلي وأهلي أحق". كما سيأتي في حديث واثلة - ولابد من الإشارة
إلى أن حديث الكساء لا يدل على الحصر (1).
قال الآلوسي: ولا دلالة في حديث الكساء على الحصر، وقد أدخل (بعض من لم يكن بينه وبينه قرابة سببية ولا نسبية في أهل البيت توسعاً وتشبيهاً كسلمان الفارسي (2) رضي الله عنه حيث قال عليه الصلاة والسلام: "سلمان منا أهل البيت" وكما أدخل واثلة بن الاسقع (3) في أهل بيته صلى الله عليه وسلم (4).
وعن واثلة بن الأسقع قال: سألت عن علي بن أبي طالب في منزله فقالت فاطمة: قد ذهب يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفراش واجلس فاطمة عن يمينه وعلياً عن يساره وحسناً وحسيناً بين يديه فلفع عليهم بثوبه وقال: (… إنما يريد الله ليذهب
__________
(1) روح المعاني (22/ 19).
(2) هو سلمان بن الاسلام أبو عبد الله الفارسي، اصله من رامهرمز وقيل من أصبهان، وكان قد سمع بأن النبي صلى الله عليه وسلم، سيبعث مخرج في طلب ذلك فاسر وبيع بالمدينة رقيقاً، اسلم ولم يشهد بدراً ولا احداً، لكونه رقيقاً في وقتها، وأول غزوة شاركها الخندق سنة 5هـ، كان من المعمرين قوياً، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي سنة 30هـ.
(3) هو واثلة بن الاسقع بن كعب، اسلم قبل غزوة تبوك وشهدها كان من اصل الصفة وخدم النبي صلى الله عليه وسلم، ثلاث سنين، ثم نزل الشام وتوفي سنة ثلاث وثمانين، وهو آخر من مات بدمشق من الصحابة. الإصابة (3/ 310) رقم الترجمة 9088. الإستيعاب (4/ 563) رقم الترجمة 2738.
(4) روح المعاني (22/ 105).

الصفحة 36